فجأة توقفت..
أوصدت باب غرفتها؛ اطفأت الأنوار وأحكمت غلق النوافذ..
حرصت تمامًا على ألا يعلم أحد بسرها أو أن تتسرب ذرة عطر واحدة من فتحات الجدران..
من مخبئها السري أخرجت الصندوق الوردي المزركش عند الجوانب بحروف تمائم بيضاء خطتها بيديها
قفزت بحركتها الطفولية المعتادة إلى أعلى السرير؛ تقرفصت.. استعدت جيدا.. لا رجعة الآن في ذلك القرار..
فتحت الصندوق.. رويدا رويدا
تسرب النور من داخله وفاح العطر بأركان الغرفة.. لكم اشتاقت إلى تلك الرائحة!
أخرجت المقص البلاستيكي الأخضر-أمر متوقع للغاية أن تحتفظ بمقص الأطفال البلاستيكي خشية أن تجرح يديها بأدوات الكبار الحادة-
تمتمت في أسف:
"تغيرت..بالطبع تغيرت
ولكن لن تهلك البشرية إذا لم أعثر بحقيبتي على قطعة سكاكر أهديها للرضيعة رائعة الجمال بسيارة الأجرة..
وحتماً لن تحترق الملائكة إذا بت أكثر شرودًا أوأقل ابتساما"
بالرعشة فوق شفتيها والمقص بين إصبعيها.. قربته من عنقها
وبدأت في قص الشريطة السوداء-شريطة اللوم وجلد الذات- المربوطة بإحكام حوله؛
حاولت أن تتذكر كيف وُجِدت تلك الشريطه من الأساس؟
أجل أجل.. تذكرَتْ.. لقد ربطتها في البدء لتعلن الانقلاب على أسباب تعاستها..
فما كان منها إلا أن أمعنت في معاقبة روحها -بشد الوثاق حول رقبتها- على ذلك التغير الذي لم تكن أبدا سببًا فيه.. حتى فقدت التنفس.
تمزق أخيرا ذلك السواد الخانق بمقص بلاستيكي صغير.. أخضر اللون..
أخرجت علبة الزيت المصنع من رحيق الأزهار وقطرات السعادة.. وضعت كمية مناسبة على كفيها وبدأت في تمسيد أجنحتها..
"العضو الذي لا يستعمل يضمر".. هكذا يقول العلم
إذا لن يتطلب الأمر سوى القليل من التمرين وبعض من مستخلص أزهار السعاده حتى تعود لها قدرتها على الطيران..سالمة يا إلهي.. سالمة.
فجأة تتوقف عن لعن التغيير الذي تركها عاجزة عن مناوشة الفتاة في محل الأحذية أو عن النظر بعيني صديقتها التي افتقدتها بشدة وإزعاجها بأن "امتا الكلام يبتدي طول مابينا سكوت؟".. ببساطة تتوقف..
لن تكمل عمرها في أسىً على ال"كان" في حين ينزلق "الكائن" وال"يكون" من بين يديها دون أن تشعر.
سحبت قصاصة ورقية ملونة تعلم يقينا أنها ستروي عنها -قدرًا- قصة ما.. فتقرأ:
'في طريقهم إلى المطار والمناظر تتسارع أمامها تفكر:
ان.. يمكن.. يمكن أنا مش شجاعة زي ماكنت يمكن أنا بقيت أشجع؛ يمكن.. احتمال يعني.. إني مش مندفعة ولكني ماشية بشويش أوي في الاتجاه الصح'
مبتسمة تدير القرص الموسيقي بداخل الصندوق.. وتبدأ راقصه الباليه الصغيرة في الدوران..
وتدور هي معها على سطح قمر بعيد..
تمت
_____________
الاقتباس من حدوتة "رحيل" لرحاب بسام
أوصدت باب غرفتها؛ اطفأت الأنوار وأحكمت غلق النوافذ..
حرصت تمامًا على ألا يعلم أحد بسرها أو أن تتسرب ذرة عطر واحدة من فتحات الجدران..
من مخبئها السري أخرجت الصندوق الوردي المزركش عند الجوانب بحروف تمائم بيضاء خطتها بيديها
قفزت بحركتها الطفولية المعتادة إلى أعلى السرير؛ تقرفصت.. استعدت جيدا.. لا رجعة الآن في ذلك القرار..
فتحت الصندوق.. رويدا رويدا
تسرب النور من داخله وفاح العطر بأركان الغرفة.. لكم اشتاقت إلى تلك الرائحة!
أخرجت المقص البلاستيكي الأخضر-أمر متوقع للغاية أن تحتفظ بمقص الأطفال البلاستيكي خشية أن تجرح يديها بأدوات الكبار الحادة-
تمتمت في أسف:
"تغيرت..بالطبع تغيرت
ولكن لن تهلك البشرية إذا لم أعثر بحقيبتي على قطعة سكاكر أهديها للرضيعة رائعة الجمال بسيارة الأجرة..
وحتماً لن تحترق الملائكة إذا بت أكثر شرودًا أوأقل ابتساما"
بالرعشة فوق شفتيها والمقص بين إصبعيها.. قربته من عنقها
وبدأت في قص الشريطة السوداء-شريطة اللوم وجلد الذات- المربوطة بإحكام حوله؛
حاولت أن تتذكر كيف وُجِدت تلك الشريطه من الأساس؟
أجل أجل.. تذكرَتْ.. لقد ربطتها في البدء لتعلن الانقلاب على أسباب تعاستها..
فما كان منها إلا أن أمعنت في معاقبة روحها -بشد الوثاق حول رقبتها- على ذلك التغير الذي لم تكن أبدا سببًا فيه.. حتى فقدت التنفس.
تمزق أخيرا ذلك السواد الخانق بمقص بلاستيكي صغير.. أخضر اللون..
أخرجت علبة الزيت المصنع من رحيق الأزهار وقطرات السعادة.. وضعت كمية مناسبة على كفيها وبدأت في تمسيد أجنحتها..
"العضو الذي لا يستعمل يضمر".. هكذا يقول العلم
إذا لن يتطلب الأمر سوى القليل من التمرين وبعض من مستخلص أزهار السعاده حتى تعود لها قدرتها على الطيران..سالمة يا إلهي.. سالمة.
فجأة تتوقف عن لعن التغيير الذي تركها عاجزة عن مناوشة الفتاة في محل الأحذية أو عن النظر بعيني صديقتها التي افتقدتها بشدة وإزعاجها بأن "امتا الكلام يبتدي طول مابينا سكوت؟".. ببساطة تتوقف..
لن تكمل عمرها في أسىً على ال"كان" في حين ينزلق "الكائن" وال"يكون" من بين يديها دون أن تشعر.
سحبت قصاصة ورقية ملونة تعلم يقينا أنها ستروي عنها -قدرًا- قصة ما.. فتقرأ:
'في طريقهم إلى المطار والمناظر تتسارع أمامها تفكر:
ان.. يمكن.. يمكن أنا مش شجاعة زي ماكنت يمكن أنا بقيت أشجع؛ يمكن.. احتمال يعني.. إني مش مندفعة ولكني ماشية بشويش أوي في الاتجاه الصح'
مبتسمة تدير القرص الموسيقي بداخل الصندوق.. وتبدأ راقصه الباليه الصغيرة في الدوران..
وتدور هي معها على سطح قمر بعيد..
تمت
_____________
الاقتباس من حدوتة "رحيل" لرحاب بسام
20 فضفضوا:
يا فراشة..كتبتلك كلام كتير ومسحته، بعدين كتبت تاني ومسحته.. بعدين قررت أكتبلك حاجة قريتها ويمكن تكون هي مفتاح حالة الشعلقة بين ال"كان" وال"كائن" اللي احنا فيها:
"If nothing ever changed, there would be no butterflies"
:)
كمان ماتنسيش:
"الحنين وجع لا يحن إلى وجع. هو الوجع الذي يسببه الهواء النقي القادم من أعالي جبل بعيد.. وجع البحث عن فرح سابق. لكنه وجع من نوع صحي، لأنه يذكرنا بأننا مرضى بالأمل... وعاطفيون!" -- عارفة ده مين طبعًا ؛)
"شريطة اللوم وجلد الذات المربوطة باحكام حوله"
"لقد ربطتها لتعلن الانقلاب على أسباب تعاستها"
"فما كان منها إلا أن أمعنت في معاقبة روحها على ذلك التغيير الذي لم تكن أبدا سببا فيه...حتى فقدت التنفس"
الكلام ده قريب مني أوي وبيفكرني بحد بيعمل في نفسه كده دايما...مبتفكركيش بحد؟!
ربنا يكرمك ويحميك ويسعد أيامك
بحبك أوي
استهلال طيب وقد يحتاج الي وقت حتي يصبح في معطف ادبي ممكن جهد مشكورة علية تقبلي مروري لاول مرة واتمني دوام التواصل..حلم..
حلوة اوى بجد
بس طيبه وحساسة جدا بطلة القصة
حبيتها:)))
على فكرة كمان هي ماكنتش اتغيرت ولا حاجة الظروف بس اللي مش بتديها فرصة تقعد مع نفسها وتتصالح معاها بس الظروف دي هتخلص قريب اشا وساعتها هتعرف انها ظلمت نفسها ولازم تعتذر لها
وزي ماقالت قلب ينبض لله
بطلة القصة دي طيبة وحساسة جدا
وأنا بحبها
بارقة
اول زياره وعجبنى جدا وشدنى جدا اسم المدونه فراشه ولكن شفافه
بجد كلام جميل اوى
تعرفي انه عدى اكتر من شهر ع البوست دا ؟
يعني تعرفي انتي وحشتي المدونه اد ايه ؟
طيب وتعرفي انتي وحشتيني اد ايه ..
وتعرفي انا بحبك اد ايه ومفتقداكي اد ايه ؟
اعتقد متعرفيش..
لانك لو كنتي تعرفي مكنتيش تعملي كدا ..
اما لو قلتيلي انك تعرفي .. ساعتها متعرفيش هاتضايق اد ايه انك عارفه ومع ذلك مابتحاوليش ترجعي ..
تعرفي ان انا حاولت اكلمك النهارده بشتى الطرق وغير متاح غير متاح ..
ولما بعت مسج على ارقامك .. مش راضيه توصل ..
وبعدين نفذ رصيدكم ؟
قدريا .. ماكنش مكتوبلي اني اكلمك ..
بس هل قدريا برده ماتكلمنيش ؟
الف مبروك ياريم ع النتيجه ..
وحشتي اصحابك كلهم.. ويارب تخفي بسرعه بقى وترجعيلهم ..
عتب يمكن .. بس صدقيني ماببطلش ادعي انك تخقي وتكوني كويسه ..
مش هتدخلي بقى المدونة اللي انتي هجرتيها دي
وحشني كلامك
نور:
تسلمي يا أجمل قمر..
انت معاك حق ودرويش كمان معاه حق.. المشكلة بس ان مش كل تغيير بيطلع فراشة..
من أكتر الناس اللي وحشوني في عالم التدوين بجد:)
ولاء:
طيب بصي..
احنا نتفق في الأول ان عنيك الجميلة هي اللي رافضة تشوف التغير دا, عشان هي فعلا جميلة أوي:)
وبعدين بقى نتفق ان البنوتة دي ماعدتش زعلانة من نفسها أصلا..
بالعكس يمكن لسبب أو لآخر بدأت تتعود على التغير دا وتحبه كمان..
خلى حاجات كتير كويسة تحصل:))
وتالت حاجة..
بتفكرني جدا.. هما الاتنين واحد أصلا.. بفارق بسيط.. ان واحدة حصلها ده فعلا وواحدة بيتهيأ لها:)
*أنا أصلا اللي باحبك أوي بجد..
حلم:
ان شاء الله سيدوم التواصل..
أسعدني مرورك بشدة :)
blue wave:
الحلو تواجد حضرتك.. :)
غير المعرف:
شكرا :)
قلب ينبض لله:
اسمك جميل اوي بجد.. بيدل على ان الطيبة والحساسية مش مصدرها بطلة القصة:)
آدم المصري:
نورت فراشتي الشفافة بزيارتك الأولى..
شكرا.
ولاء..
أنا جيت أهو يا عمري:)
وحشتيني يا فراشة.. قلت آجي أبص :)
تساؤل على الهامش: هو مافيش وسيلة اتصال تانية بالفراشة غير البلوج اللي على مزاجها هي ده؟ :))
هييييييييه هييييه
انت كمان وحشتيني أوي بجد..
ومن زمان أصلا وانا نفسي أقولك نفس التساؤل دا بس مكسوفة وخايفة:)
ابعتيلي ايميلك وانا عاملة
comment moderation
ممكن لو تحبي أبقى أحذف الكمنت بعد الأضافة..
شكرا يا نور بجد:))
إرسال تعليق