٢٤ فبراير، ٢٠٠٩

شتويات


بعد أن فشلت أطنان الثياب التي التحفت بها وكوب الكابتشينو العملاق"أبو رغوة جنان" في التحايل على برودة أطرافها..
واقناع دورتها الدموية بالمرور ولو خطأً عبر شرايين قدميها المتجمدتين،

تنهدت، ثم جلست في أسفٍ تتذكر..

من كام شتا بس.. كانت تؤمن بأن أيسر الطرق لحياكة كوفية، قفازين ولكلوك صوفي سميك جداً..
هي ببساطة.. تناول حساء العدس الساخن..
تحت البطانية

ربما يجدر بها حقاً أن تجرب المثلجات في ظل ذلك الطقس.. على سبيل التغير!!ا

-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-

كانت تمضي صباحاً في طريقها المعتاد..
وبداخل سيارة الأجرة، حدثها السائقُ المسنُ عن الحياة ومفاجآتها.. عن متاهات الزمان التي تُفضي دوماً إلى محطات الوصول القدرية، عن ترك المستقبل وما فيه للوكيلِ عالم الغيب..

رغم دلال الشمس وتمنعها عن الظهور وقتها.. أخبرها أن يومه لابد سعيدًا .. اذ ابتدأ باصطباحتها المشرقة.

من كام شتا بس.. كانت تعلم يقينا أن الأرضَ جسمٌ مسطحٌ.. أو طريقٌ طويل، طويييييييييل
كان يستحيل بذهنها مصطلح الــ(الكرة) أو حتى البالونة الأرضية.

ربما يجدر بها الآن أن تسير بجدية كي تصل أخيرًا إلى نهاية ذلك الطريق..

-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-

بماءٍ دافئٍ متدفق.. ستسبغ الوضوء
ستستخير..
ستستخير كلما أمسَت منزعجة.. عساه خيرًا.

من كام شتا بس كانت تصلي لله استخارةً..
أتكمل الدروس الخصوصية في الرياضيات أم تعترف لذاتها الصغيرة بأنها فعلياً (تضييع وقت)؟! ا

وان أستمرت..أتذهب لـ أ. عادل أم عاطف.. عاطف أم عادل...
أم عبد الرحمن؟؟

ربما يجدر بذاتها الكبيرة الحالية أن تتنفس الصعداء.. وتكف عن الإنزعاج.

-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-


قبالة المرآة وقفت.. تفحصت بعناية جفنيها المتورمين بفعل الحساسية ربما..

Loose areas as subcutaneous tissue of eye lids allow
accumulation of a large amount of fluid exudate

من كام شتا بس.. كان شغلها الشاغل أن (تطلع الأولى عالمدرسة) كي تأخذ بثأرها من (سارة الشريرة) التي ما صادقتها إلا كي تتعلم منها كيفية استخدام أقلام التلوين الخشبية دون أن تخرج عن حدود الرسمة... الشريييييييرة!ا

إيييييييه..

ربما يتوجب عليها بجد أن تقفز حالاً عن اللاب لتستأنف مذاكرة مادة الباثولوجي.. الغلسة أوي.

ادعولي

:)


١٥ فبراير، ٢٠٠٩

هابي فلانتينز داي:D




*انتي اسمك ايه ياحلوه انتي
-مش هقولك طبعًا
*ليه بس؟
-هو بيبدأ بالدال لو شاطره قولي
*داليا..داليدا..دانا..دلددوله طيب..؟
-هي هي هي ندى يا ذكيه أصلاً
*لأ فعلا بيبدأ بالدال ده حتى أكتر اسم بيبدأ بالدال في الدنيا
طب ما تيجي تلعبي معانا بقى
-لأاااا
ودفعه للخلف كانت جديره بأن تجلعها لا تكرر المحاولة


طب استنو استنو أنا عارفه البنوته دي
*ازيك ازيك مش انتي صفاء برضه
-ها ها ها صفاء يا خبر
وشلوت جميل فالقدم جلعها تخاف صفيه طوال اليوم:D


طب هنعمل إيه يا بنات
هنكلمهم ازاي
دول كارهينا اوي
وصاحبة الدار قالت لنا مش نجيب لعب لهم


تخبر المشرفه إحداهن يا عصمت تعالي سلمي على طنطات
وهي تمسح عينيها في طريقها الي الحمام
-مين دول أصلاً؟:D


تجمعت صفاء وندى وأخذوا يتهامسون بصوت منخفض
ثم فجأه
-احنا أصلا على فكره مش بنحب حد غير طنط اللي لابسه اورانج
أدور بعيني فالمجموعه على تلك المحظوظه بنت اللذينه اللي حبوها القمرات دول

أجد العيون متجهة لي

إيه ده طلعت أنا .. الحمد لله إني لبست إورانج النهرده إحمدك يارب:D

تشجعت قليلاً
ولأنني عبقريه أولاً
و بخاف ثانياً
وكنت عارفه اني هبقى ملبوخه حتى مع حبة عيال ثالثاً
جبت معايا أقلام رصاص وألوان
ومجموعه عمل فقاقيع صابون
بألوان قوس قزح

بمجرد ما طلعتها
هيصه وهيصه وهيصه
واللي فالحمام خرجوا واللي بياكل ساب الأكل واللي بيكرهونا اتجمعوا
اخذنا نجري خلف فقاقيع الصابون فالدار
كانت أكبرنا 24 سنه
ولكنها حقا كانت تبدو أصغر عشر سنوات وهي تركض حلف الفقاقيع وتحمل الفتيات ليطالوها
شاعت البهجه فجأه بمجرد أن علا صوت ضحكاتهم المندفعه

أتت صفيه وندى امسكتا بيدي وصعدنا إلى دور الالعاب
*يلا نتعرف بجد بقى اسمكو ايه
-أنا ندى
وعشان احنا عندنا اتنين ندى فأنا اسمي بندقه
*الله حلوه لايق عليكي شكلك تتاكلي كده
واتي يا صفيه
اسمك ايه؟
-اسمي صفيه
*بس؟
دون ان تنظر بعيني
-صفيه احمد ابراهيم
*مش قصدي يا عبيطه انتي ..تؤ طب بصي أنا هقولك صفصف اتفقنا
-اتفقنااااااا

وتترك يدي لتركب إحدى الأراجيح

بعد ان خبطتني صفاء بالمرجيحه وداست ندى على رجلي بالعربيه والشباك اتفتح في راسي:D

احضرت لي ندى كراسه رسمها
-ارسمي لي صفاء هنا
*بس كده دانا محترفه رسم يا بنتي
بس هاتي لي لون احمر عشان شعرها واخضر عشان هيعنيها
لازم الرسمه تبقى متقنه.


تركتني وراحت تضرب او تعض او تجري ورا أي حد من البنات
وكان يقاطعني بالطبع فالمنتصف احدى زميلاتي
"يا سمسم خلي ندى بس تسلم عليا"
"طب بصي مش عايزاها تسلم عليا خليها بس تبطل تضربني"
"اشمعنى انتي يعني مش بيضربوكي"
*يا جماعه دي قدرات بلاش قر بقى يا ساتر
وبعدين دول بنات رقيقات جميلات خالص:D


عندما انتهيت
*ها ايه رايك؟
تنظر لي نظره انتي هبله شكلك
-دي صفاء ؟؟؟؟

رغم صغر سنها كنت كلما اطلت الكلام معها تشعرني انني انا الطفله

*طيب هرسملك انا رينبو
-يعني شكله ايه؟
*ياخبر انتي عمرك ما شفتيه؟؟
-لأ..
*طيب أنا هرسمهولك وابقى أول حد ورهولك خليكي فاكره:d
بعدما انتهييت
-مش فاهماه على فكره
ويعدين مش بحب الفراش بيعض
*لأ يا انسه الفراش مش بيعض
ده أحلى حاجه فالدنيا.. تعرفي انه عشان بيحب النور اوي ممكن زي العيط يروح للنار وفاكرها نور!
تنظر لي بخوف..
أوقن أنها لن تحب الفراش أبدًا الان فأضحك ههههههه

*طب
قوس قزح ده بقى
مش بيطلع غير للناس اللي بيحبهم بس
تلاقيه ماشي وراكي كده
ليا واحده صاحبتي هوريكي صورتها
شافت خمسه قوس قزح كده مثلا
وباذن الله شكله هيخطبها

تنظر لي نفس نظره انتي هبله..:D
*افف الواحد ما يعرفش يسرح بيكي كده ابدًا
وابدأ زغزتها لتتصاعد ضحكتها مره اخرى

أتت مدرسة القران
-طنط أسماء انتي هتيجي بكره وتيجبي لي بالالين صح؟
*اه يا قلبي بس روحي عشان مش تتأخري
هتوحشوني
-ده الدرس مش بيقعد غير حبه صغيرين استنينا..


اثناء خروجي من الدار
ايقنت انني اكتسبت حلم جديد:

"ماما انا هفتح دار ايتام"
قومي نامي يا حبيبتي شكلك التعب مأثر عليكي


اليوم كان عيد الحب
لم افكر باللون الاحمر
لم اشعر بالقرف من كل هذا الابتذال حولي

كان كل ما يشغلني
هو ضحكه صفاء
وشقاوه ندى

أتمنى حقاً أن تنال تلك الفتيات أروع حياة ممكنة

وحسباتي المضنيه لكيفيه فتح دار ايتام
طيب والمكتبه..؟
والمطعم هعمل فيهم ايه؟؟

ممكن يبقى المكتبه الدور الاول
والمطعم التاني
والبنات فوق..


ومذا عن صديقتي ذات الضحكات المتلئلئه*
كيف أجلعها أبسط حد فالدنيا؟؟
أفعكشها ولا انكشها ولا افركشها ولا الكلمه اللي دايما مش بعرف افتكرها دي دايما :d
ازاي بس؟


لم تكن دعوتي هذا العام
ان يتذكرني اصدقائي
أو ان يكون العام القادم افضل
فقط ان لا اسمح للحياه بان تبعدني عن تلك الفتيات أبدا
وعن صديقتي الشفافه
صاحبة قوس قزح ذاللون الواحد فقط
الازرق..




٠٣ فبراير، ٢٠٠٩

أنا طائر...



"أنا طائرٌ..."

كانت تردِّدُ طفلةً.

هل كانَ ضروريًّا

أن تكسرَ ساقيْها مرَّتين

كي ينتبهوا؟.*


لم يستوعبوا أبدا أنها طائر.
-بجناحات شفافة-
كنارية .. لا تحتمل الشتاء.. لا تحتمل البرد..
لكنها تعلم يقيناً أن بوسعها الطيران.

حدثتهم مطولاً عن آلامها.
أخبرتهم عن تعاستها حين تشعر بوخز الخيانة.

أشارت كثيرًا إلى أنها... طائر.

لكنهم فقط.. تجاهلوا أنينها.


في الحقيقة،

كانوا يفزعون من قدرتها العجيبة على النسيان

الحذف اللا إرادي..

أما هي فلم تكن تكره ذلك.

ذاكرة الطيور ضعيفةٌ على كل حال.


في الحقيقة، تجاهلوا أيضًا تلك الحقيقة.


"لم يَعُدْ يُجْدِي أسفٌ.
ما مضى
لن يُستعادْ
والقليلُ الذي تبقَّى
لا يستحقُّ عناءَ الخطواتِ."*



كان لا بد أن تكف عن الأسى
كان لا بد أن تغلق الباب وتمضي.. أن تخطو خطوات جديدة.**

سواءًا انتبهوا أخيرًا ..

أو تجاهلوا كسر ساقيها كسائر الحقائق.

كان لا بد أن تحاول..

ان تعثرت مرات

ستنجح مرة و تطير..

أنا أثق بها ..

هي طائر..

هي طائر..

هي طائر.


ستطير.

---------------

* سوزان عليوان
** زي ما عملت رحاب القمراية :)