٠٥ نوفمبر، ٢٠٠٩

رحيل 2



من سيارة الرحيل
تتلاحق أضواء المصابيح، تذوب في عتمة الشارع الطويل؛‎ ‎تتلاحق وتختفي..
تماما كما البشر والأيام..
تبدأ من المنتهى وتنتهي في العدم.

-عنوة..كرضوخ الرصيف لدوي حبات المطر..
منهمرةً من سماء تلبس السواد وشاحا-


مشكلتهم عند الغياب..
أنهم دوما يتركون أثرًا ما..
ذكرى فرح.. ضحكة من عمق الأعماق
أو حلمًا منهكًا يتكرر في منامات شديدة الإيلام..
يتركونها غصة في أرواح "المتبقين"..
فإما التناسي ملحوقا بنسيان فعلي.. ذلك الاختيار المفعم بالأنانية..
وإما التشبث بذكرى فرح.. ضحكة من عمق العمق
أو حلمٍ في منام
التشبث بغصة روح حزينة..



"يمكنك -ان أردتِ- أن تتوسطي دائرة البشر.. في مركزها تماماً.
ولكن عزيزتي؛ من الأفضل للجميع أن تتحولي فقط حلقة من حلقاتها المكونة..
حينها إن تفككت إحداهن.. لن تشعري بذات البرودة والخواء !"

لكن
لكن... الأمر برمته سيفنى ذات يوم..
ولن يتبقى سوى الصمت المطبق.. صمت رهيب

يقتل الحركة والحب

يقتل الحياة..0