حتى الكتابه.. لم تجدي اليوم!
...
أيقظني أبي مداعبا:
-إيه منيمك هنا ياريم؟
تتفتح عيناي تلقائيا على شعاع أو اثنين من نور الصباح الذي - ولوهلة - حسبته يغرد!
-حضرتك عارف يابابا.. مش هاعرف انام هناك تاني.
يبتسم وأبتسم وأسمع بصعوبه صوته وهو منطلق في سيره:
-طب يالله اصحى عشان نروح لخالتو.
-ممم.. بابا هو فيه حاجة؟
-ريم... انت ماتعرفيش ان عمو حسين مات؟
تعتصر روحي حينا وأعجز عن النطق ثم بألم بالغ:
لا حول ولاقوة الا بالله!!!
...
في غرفتي استلقي.. أمسك بهاتفي.. وكأنني أستجديك به وأستجديه إياك..
فتصلني رسالتك..
أبتسم قليلا و أبكي كثيرا كثيرا!
عمو حسين كان دايما يقولي:
"عريسك دا مايطلبكيش من بابا
دا يجي يطلبك مني أنا.."
هو حتى لم يعي خطبتنا في مرضه..
أربت على قلبي الطفل:
لم يرحل..لم يرحل
نحن فقط سنتوقف عن زيارته
كانشغالنا بكل حياة..
وصفه مجربه لتجنب الهذيان التابع لأي فقد..
"احنا اللي هنبطل نزوره"
لُم نفسك كثيرا.. لا تتح لها المجال كي تؤذيك بأسئلة
ستنكسر حتما إن تجد أجوبتها..
...
هناك..
استنفذ كل الكلمات بأن:
دي فعلا حسن الخاتمة.. مبطون وآخر رمضان يعني عتق بإذن الله وكمان ليلة الجمعة.. عيد يعني
ولرحمة الله..
هو أصلا كان جميل أوي..!
أشعر بروحي تخبو شيئا فشيء..
أنا لا اقوى على أحاديث الحزن .. لم أبرع يوما فيها
أتوقف عن الكلام ثم بهدوء وجدية شديدتين:
-هحكيلك حدوته.. وهحط لك كريم بيفرح.. ولو تحبي كمان ممكن اسحرك بقدراتي الخارقة الي استلفتها من صاحبتي..
بعد الحدوته والحضن والكريم..
ينزل ربي سكينة وأمانا على قلبينا.. وتنام.
...
كان صوته الأجش يرعبني
لذا.. ألقى على عاتقه مسؤلية 'خضاتي'..
أراد فقط مساعدتي برغبته البريئة جدا في أن 'اجمد قلبي'
ربي.. وعدك حق ولقاؤك حق والموت حق والجنة حق والنار حق..
لكن نحب ان تنطلي علينا خدعة التلهي بمبرر أخر -أقل قسوة- للغياب:
"هو لم يرحل نحن فقط سنتوقف عن لقائه
أو ربما رحل..
إلى السعودية
بيعمل عمره وهيقعد لحااااااااااد الحج.."
رحمة الله عليك ياعمو حسين..
انا لا أملك لك سوى
دعاء
وحب
ووعد..
بأن أجمد قلبي شوية!