١٨ أكتوبر، ٢٠٠٨

شريطة سوداء :(

ثمّة أشياء
لا نعتادها.
نموتُ
كلَّ ليلةٍ
مؤقتًا
لكنّ موتنا الأخير
يفجعنا

دائمًا.

* سوزان عليوان

*************

صباح يوم الخميس..

ينزل درجات السلم أمامي .. لا أهتم ..

لم تربطني به أي علاقة وطيدة

أستاذ (....) أصبح من مسلّمات كليتي، لا أهتم حقا برؤيته أو عدمها.

دخلت المكتب:

- " صباح الخير يا مدام (.....) "

- " صباح النور يا حبيبتي. "

- " ممكن أعرف انتخابات الاتحاد هتتعمل فين؟ "

- " اسألي أستاذ (....) يا حبيبتي. "

- " صباح الخير، ازيك يا أستاذ (....) ؟ "

ينظر إلى ولا يجيب!

دائمًا ما أتعجب من موقفه ، خاصة وأني أعد من أقربائه..

كان ينبغي حينها أن أشعر بالحنق..

أو أن ألتمس له الأعذار - كما أفعل دائمًا - بأنه لم يسمع صوتي ، أو أنه كان شديد التركيز في قضية ما من قضايا رعاية الشباب..

لكنّ الحقيقة أني ... لم أهتم !!!

أسأله: " هو الانتخابات هتتعمل فين يا استاذ (....) "

يجيبني أخيرًا : " فوق عند مدرج الزناتي. "

أمضي .. وأنتظر..

**************

تبدأ الانتخابات ويبدأ النداء على اللجان ..

أدخل مع أعضاء لجنتي ..

يجلس هو على بعد خطوات من كرسيّ..

يبدو مشغولا بتلك المهمة التي اعتاد أداءها كل عام..

على غير عادتي أيضًا.. لا أتأمل كثيرًا.. لا أراقب .. أو أفكر.

فقط أراه يمارس وظيفته في هدوء

لأني .. لا أهتم!!

يبدأون جميعا في مراسم الترشيح..

بقليل من الفظاظة أو الفكاهة يقول:

" انتو مظبطينها سوا يعني ! "

نبتسم ..

وتنجح الأمينة وينجح الامين المساعد بالتزكية..

****************

مساء الخميس ..

يجلس بين ابنائه ويقول:

" أنا مش حاسس برجليُّ.. منملين قوي "

يداعبه ابناؤه:

" طيب يا بابا.. اتشاهد بقى .. هتوحشنا والله يا بابا "

يضحكون..

ويضحك..

لكنه يشهد أن لا اله الا الله وأن محمدًا رسول الله

يأتي ملك الموت لأجلٍ مسمى ويقبض روحَه بأمر الله !!!!!

***************

لأنني اعتبرته من المسلّمات ..

ولأنه كان يوما عاديًا جدًا..

ولأنني لم أهتم ..

أشـــعر حـقـــًا بالخـوف :(

17 فضفضوا:

غير معرف يقول...

انا لله وانا اليه راجعون
اللهم تغمده برحمتك
واسكنه الجنه وارحم امواتنا اجمعين
بنيتي الموت هو اكثر الحقائق تاكيدا وتكرارا في حياتنا
ولكن الله ينسينا اياها حتي نستطيع ان نكمل حياتنا بلا خوف وبلا ياس

romansy يقول...

لماذا تشعرين بالخوف
انها اراده الله
انا لله وانا اليه راجعون

مهرة سالم يقول...

إنا لله وإنا اليه راجعون...
اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين...
موت الفجأه دوما يضعنى في حاله ليس لها تفسير معين ...
خوف..ضياع...تأمل....
ولاكن هناك حقيقه ثابته..
كل نفس ذائقة الموت...
اللهم احسن خاتمتنا...
........................
في أمان الله..

غير معرف يقول...

احدى اهم دفاعات عقلي الباطن الوهميه للحفاظ على العالم الكامل الذي احب ان افكربوجوده..انني لايؤلمني الموت ..بطريقه ما وبكيفيه معينه لا استطيع استيعابه..دوما اعتبره سفر اطول وفي كلتا الحالتين يكون العذاب الأكبرمن الفقد..الفراغ الذي يتركه من رحلو..هذا كرسي كان يجلس عليه كذا..بتلك البقعه بالتحديد التقيت كذا..ربما لم الاحظ او ادرك وجود كذا..ولكن حقا تؤلم فكره عدم وجوده..‏
رحمه الله
اللهم اغفر له واسكنه من اجمل جناتك وامنح اهله الصبروالسلوى.
يا ارق الفراشات كيف تحتمل اجنحتك الصغيره حمل هموم العالم؟

-سمسمتك

غير معرف يقول...

احدى اهم دفاعات عقلي الباطن الوهميه للحفاظ على العالم الكامل الذي احب ان افكربوجوده..انني لايؤلمني الموت ..بطريقه ما وبكيفيه معينه لا استطيع استيعابه..دوما اعتبره سفر اطول وفي كلتا الحالتين يكون العذاب الأكبرمن الفقد..الفراغ الذي يتركه من رحلو..هذا كرسي كان يجلس عليه كذا..بتلك البقعه بالتحديد التقيت كذا..ربما لم الاحظ او ادرك وجود كذا..ولكن حقا تؤلم فكره عدم وجوده..‏
رحمه الله
اللهم اغفر له واسكنه من اجمل جناتك وامنح اهله الصبروالسلوى.
يا ارق الفراشات كيف تحتمل اجنحتك الصغيره حمل هموم العالم؟

-سمسمتك

كأنني أنا يقول...

soffia:

الحمد لله :)

معاكِ حق..
النسيان نعمة بس الواحد لما ينسى الموت بالذات ويفتكره في حد ممن حوله..
بيكون تأثيره صعب جدا عليه!!
ربنا يرحم موتانا وموتى المسلمين

نورتيني يا صوفيا :)
شكرا لكِ

romansy:

لم أشعر بالخوف لوفاته تحديدًا..
وبالطبع لم أشعر بالخوف من أننا لله راجعون
خوفي ورعبي الحقيقي يكمن في أنني اعتبرته من المسلمات .. واختفى!
أخشى الأن على الكثير ممن اعتدت وجودهم حولي :(

أنا سعيدة جدا بتواجد حضرتك في فراشتي :)

كأنني أنا يقول...

m.k:

آمين يا رب العالمين ..
صح.. كل نفسٍ ذائقة الموت

اللهم اجعل خير أعمالنا آخرها

شكرًا يا حبيبتي على زيارتك الجميلة دي :)

كأنني أنا يقول...

سمسمتي:

".ربما لم الاحظ او ادرك وجود كذا..ولكن حقا تؤلم فكره عدم وجوده..‏"

أحسبك كنتِ تعبثين ببقعة ما من بقاع روحي كعادتك :)

سمسمتي..
كيف تتعجبين من قدرة تلك الأجنحة الصغيرة بينما تربيت كفك الغضة هو ما يمنحها تلك القوة؟!

سوزان بتقولك :

"هربًا

من زمانِ القُبْح

تختبئُ الملائكةُ

في عينيك. "

:)

غير معرف يقول...

رعدة خفية اعترتني حينما بلغني الخبر مذيلا بجملة(ريح واستريح)
ثم سارت الأمور كأن لم يكن
‏"تنسى كأنك لم شخصا ولا نصا وتنسى"
رحمه الله

funckydoctor يقول...

كلنا ما يمضى يوم الا ونقطع طريقا لها
البقاء لله فقط لا ملك إلا له

د/ رامي شهاب الدين يقول...

كله مفارقها

رغم يقيننا بهذا إلا أننا نتشبث أحيانا بأشياء لها منظور تافه

سعدت بالمرور على مدونتك ، وإستمتعت بالموضوع

دمتى بكل خير .. تحياتى

كأنني أنا يقول...

غير المعرف:

ريح واستريح؟!!

وكأنه لم يكن؟!!!

كم هو قاس ذلك العالم :(

شكــرًا لك

------------------

funckydoctor:

:(

يارب بس لا نغادر الدنيا الا وهو راضٍ عنا ..

نورت فراشتي :)

------------------


د/رامي شهاب الدين:

ولا أعتقد أننا سوف نتوقف يومًا عن التشبث بها! :(

بصدق .. أنا التي استمتعت مرورك :)

كوارث يقول...

من الغريب أن الموت سنة الحياة
نعم الجملة صحيحة تمامًا ..
الموت هو أحد المسلمات التي لا مناص منها ..
لا الموظف ..
والذاهب له طريقان .. أحدهم لا حزن عليه .. والآخر لا يستحق الحزن !
أتمنى أن تعيشي حياة سعيدة !

غير معرف يقول...

العالم أقسى من ذلك بكثييييييييييير
كم ارتعبت عندما رأيت فرحة في عيون بعض الناس لما مات أحدهم...
مفارقة محزنة حينما نعلم أن رسول البشرية السمح الرقيق بكى عندما مرت به جنازة يهودي

غير معرف يقول...

أرتجف من فكرة موت من حولي..دائما ما أفسرها أنها (عدم وجود) وكأنها تهون بهذه الكلمة..ذقت مرارة الفقد مرات عديدة حتى ألح علي هاجس أن أكون المفقود لا الفاقد
" الموت الذي لم تره من قبل ينصب فخاخه بدهاء تامّ السرية"
محمود درويش..في حضرة الغياب

كأنني أنا يقول...

كوارث:

"والذاهب له طريقان .. أحدهم لا حزن عليه .. والآخر لا يستحق الحزن !"

ربما لأنني أتهرب من فكرة الطرق وأتجه لفكرة الذهاب بحد ذاتها.. أستمر في الحزن!

يارب يكتب لنا جميعًا الطريق الذي لا حزن عليه أو فيه :)

أتمنى لك أيضًا سيدي حياة سعيدة..
تشرفت فعلا بزيارتك الأولى :)

كأنني أنا يقول...

غير المعرف:

لا حول ولا قوة الا بالله :( :(

تخيلت أن أبشع ما يمكن فعله هو "ريح واستريح"

ربنا يعافينا من قلوب كالحجارة أو أشد قسوة..!

-------------

لا أمانع في مشاركتي في لعبة "اللاوجود" بدور المفقود، شريطة ألا أقترب - مجرد اقتراب - من دور الفاقد.

أنانية..؟

ربما.

جبن..؟

أكييييد.


أهلا بك من جديد :)